ام قيس التاريخ والمعالم الأثرية

1380 0 Updated: 15/10/2021 21:09:04 Listed: 15/10/2021 Report WEB ID: 1611

Topic

بلدة أثرية في أرض المملكة الأردنية الهاشمية، ام قيس؛ الواقعة شمال مدينة إربد والتابعة لمحافظتها، المطلة غرباً على بحيرة طبريا ويفصلها نهر اليرموك عن هضبة الجولان شمالاً ويحدها وادي العرب جنوباً، في موقع استراتيجي تاريخي مأهول بالسكان منذ القدم، فمنطقة ام قيس أرض خصبة وفيرة بالمياه ضجّت بالحياة منذ عصور ما قبل الميلاد، وكانت تحمل اسماً قديماً (جدارا) الذي يعني المدينة المحصّنة.

ام قيس القديمة (جدارا):

كانت ام قيس قديماً إحدى المدن العشر الرومانية اليونانية، يعود تاريخها إلى زمان بطليموس الرابع ملك مصر إذ كان مسيطراً على الأردن وفلسطين حوالي السنة 220 قبل الميلاد، واستطاع السلوقي أنطيوخوس أن ينتزع منه جزءاً من فلسطين وأجزاء من الأردن ومن بينها ام قيس (جدارا) في حملة عسكرية يونانية ومعها تكون الحضارة الإغريقية اليونانية قد دخلت أرض ام قيس (جدارا).

في العصر اليوناني لبلدة ام قيس جذبت العديد من أهم شعرائه وفلاسفته، من أبرزهم الفصيح ثيودورس، الشاعر ميلاغروس، والشاعر مينيبوس، والشاعر الفيلسوف آرابيوس الذي اُشتهرت شاهدة قبره بكلماته المحفورة (أيها المار من هنا، كما أنت الآن كنتُ أنا، وكما أنا الآن ستكون أنت، فتمتع بالحياة لأنك فان)، ولذلك حازت ام قيس على لقب إضافي مدينة الشعراء والفلاسفة.

في العصر التالي حوالي 60 قبل الميلاد سيطر عليها القائد الروماني مومباي وأدخلها حلف الديكابولس الذي يضم عشر مدن على حدود الأردن وفلسطين وسوريا. وبعد ثلاثين سنة تنازل الرومان للملك العظيم هيرودس عن ام قيس (جدارا) تقديراً لمحاربته للنبطيين وانتزاعه طرقهم التجارية شمالي البتراء.

ازدهرت ام قيس (جدارا) في القرن الثاني الميلادي، فظهرت أبنية الهياكل والمسارح والمدرجات والحمامات والشوارع المرصوفة فيها، حتى أصبحت مدينة معمارية وثقافية لامعة في منطقة الشرق القديمة تضاهي عظمة أثينا في اليونان. لكن التاريخ البشري المليء بالحروب والنزاعات لا يرحم، فوقعت مرة أخرى ام قيس تحت يد الفرس ثم أعادها الإمبراطور الروماني ماركوس أوريليوس، ثم عادت لسيطرة الفرس، حتى حررها الإسلام زمن الخليفة عمر بن الخطاب.

معالم ام قيس الأثرية:
 
مازالت آثار هذا التاريخ الطويل الذي مرّ على ام قيس شاهداً بأحجاره وهياكله العظيمة حتى الآن، فباتت ام قيس حاضنة لمعالم الحضارات الإنسانية التي تعاقبت على أرضها، من أهم هذه المعالم الموجودة:

1- المسرح الجنوبي: وهو ما تبقى من الحضارة الرومانية في ام قيس، يعود تاريخ بنائه إلى القرن الأول والثاني بعد الميلاد، حجارته بازلتية صلبة، يستوعب 3000 شخص، من الآثار المكتشفة ضمن المسرح الجنوبي في ام قيس تمثال كبير أبيض رخامي يجسّد آلهة السعادة والحظ لدى الرومان واليونان (تايكي) تحمل بيدها قرن الرخا وهي على عرشها، ولهذا رمزية قوية في ازدهار مدينة ام قيس في ذلك العصر.

 2- المسرح الشمالي: وهو أكبر من المسرح الجنوبي في ام قيس.
3-الحمامات الرومانية: وهي أيضاً من مخلفات الحضارة الرومانية، والتي تعتبر تقليدية في تلك الحضارة تتكون من مجموعة غرف للمياه الحارة والدافئة وللملابس، يعود تاريخها للقرن الرابع بعد الميلاد.
4- الكنيسة البيزنطية: تعود هذه الكنيسة إلى العصر الروماني أيضاً في ام قيس إذ إنها بشكلها المثمّن مبنية بطراز البازيليكا مدخلها غربي وداخل معبدها الأعمدة البازلتية الكوارنثية وأرضية هندسية الأشكال، تعود في أصلها لمعبد روماني ثم تحولت مع العهد المسيحي في ام قيس إلى كنيسة.
5- نافورة نيمغايوم: يرجّح علماء الآثار والباحثون أن تكون هذه النافورة الأثرية في ام قيس تمثالاً مكرّساً لآلهة الماء القديمة، يتكون من عدة أحواض عليها تماثيل صغيرة من الرخام، وتعتبر من أجمل الآثار الباقية في ام قيس.
6- متحف ام قيس: ضمن المنطقة الأثرية لمدينة ام قيس في بيت الروسان الأثري الذي كان منزلاً للحاكم العثماني في ام قيس ثم تمّ ترميمه، ليقام فيه متحف ام قيس الأثري ويضمّ في قاعاته القطع الأثرية الباقية من تاريخ ام قيس القديمة، منذ العصر الهلنستي حتى عهد الإسلام، ومنها ما قد تم اكتشافه ضمن قبور ام قيس الأثرية وقطع الفخار والجرار والتماثيل والأسرجة والأقنعة والقطع المعدنية والعملات وفسيفساء.


General-Information
jo-21

Contact Details

Like & Unlike:
Your Rate:

Comments

Similar Discussions