تاريخ مدينة السلط ومعالمها السياحية

*تاريخ مدينة السلط .... ومعالمها السياحية*

السلط المدينة الأردنية الهاشمية الواقعة في محافظة البلقاء ، والتي تعتبر من أهم المواقع الأثرية في المحافظة .
تعتبر السلط أيقونة تاريخية للتراث العمراني في الأردن ، وتضم المئات من المباني العمرانية الأصيلة ذات التاريخ العريق ، والتي  يصل عمرها إلى 200 عام .
وتتميز المدينة بموقعها الجغرافي وتنوع تضاريسها المناخية فيها ، ماجعل منها واحة خضراء ذات أشجار كثيفة ومياه غزيرة وعذبة ، حيث أطلق عليها الرومان اسم "سالتوس" ، والذي يعني (الوادي المشجر) لكثرة أشجار العنب والتين في أراضيها .
وتضم مدينة السلط العديد من المواقع السياحية والتي أصبحت مقصداً للأردنيين والوفود الأجنبية ، حيث حملت بين حجارتها التاريخية العديد من القصص ، وروت أعمدتها حكايا الشعوب التي مروا بها .

اشتهرت السلط بوجود العديد من المواقع والأماكن التاريخية تعود إلى عصور قديمة ، حيث يوجد فيها مايقارب 657 مبنى تراثي أصيل .
إضافة إلى وجود المباني التي تميزت بلونها المأخوذ من ضوء الشمس ، وأعطاها اللون الأصفر صبغة رائعة الجمال ، وجعل منها منتجاً سياحياً عالمياً وأضافها إلى عائلة التراث العالمي .

تعج المدينة بالأماكن السياحية النادرة ، ومن بينها متحف السلط التاريخي ، الذي يجمع بين تاريخ وحضارة المدينة العريقة ، حيث يتوسط المتحف مبنى تاريخي قديم ، ليعرض بين حجارته الطابع التاريخي للمدينة ، ويحكي عن أهميها الأثرية والتراثية ، حيث مزج المتحف بين الحضارة الإسلامية والمسيحية ، وبين الماضي القديم والحاضر ، ويحكي بين طياته عن العلاقات التي كانت تربط السلط مع الوطن العربي والعادات والتقاليد التي كانت تسود في تلك العصور بالإضافة للكثير من المعلومات القيمة.

*تجربة الزيارة لمدينة السلط*
عند زيارتك للمدينة سترى في ملامح بيوتها وسكانها التاريخ العريق والحضارة الأصيلة ، حيث تزخر شوارعها بالعادات والتقاليد والحكايا التراثية للمدينة ، إضافة إلى قدرتك على أداء العبادات في دورها ، سواء المسيحية أو الإسلامية ، وستمر على الفنادق السياحية والمطاعم الشعبية ، وستجد في أسواقها نماذج من الحرف المصنعة يدوياً بأيدي سكان مدينة السلط ، ولا يفوتك الذهاب إلى الواحات والغابات الخضراء وينابيع المياه العذبة.

*المسارات السياحية للزوار*
يوجد في مدينة السلط مسارات سياحية متخصصة ، تنظم وترتب آلية زيارة المدينة والتعرف على تاريخها حسب اهتمامات الزوار ورغباته وهذه المسارات هي : 
المسار الأولى ويسمى مسار الوئام ، حيث ينطلق هذا المسار بداية من متحف السلط التاريخي الزاخر بالحكايات التاريخية والدينية ، لتأتي بعدها زيارة ساحة العين التي تحتوي على الكثير من عيون المياه العذبة ، والتي تعد مقصداً لأهل المدينة ، يجتمعون فيها في المناسبات والرحلات ، ثم بعد ذلك تذهب لزيارة مسجد السلط الكبير ، وبعدها إلى المجمع الإنكليزي ، الذي يضم المستشفى الإنكليزي وكنيسة الراعي الصالح ، مروراً بشارع الخياطين وشارع الخضر المنتهي بمقام سيدنا الخضر عليه السلام ، وفي نهاية المسار تصل إلى الجامع الصغير وكنيسة دير اللاتين.

مسار الحياة اليومية وهو المسار الثاني من المسارات السياحية ، فعد مرورك في هذا المسار سترافقك رائحة القهوة الممزوجة بعبق التاريخ الأصيل ، وستبدأ رحلتك بمتحف السلط التاريخي ، مروراً بشارع الحمّام المزينة جوانبه بالمحلات التجارية ، التي تضم بين جدرانها ملامح الحياة بتفاصيلها الدقيقة.

أما إذا كنت من هواة التاريخ التعليمي للمدن القديمة فعليك الذهاب من المسار الثالث ، الذي يسمى المسار التعليمي ، تستطيع في هذا المسار التعرف على نشأت التعليم في مدينة السلط من خلال المدارس القديمة التي تروي حكاية التعليم في المدينة ، بداية بتأسيس الكتاتيب ثم المدارس الطائفية ، ثم نشأت المدارس التعليمية في السلط .

وبالنسبة للباحثين والمهتمين بالتاريخ ، فهناك المسار الرابع وهو المسار التراثي ، الذي يتضمن زيارة المباني التاريخية في المدينة ، بداية من متحف السلط التاريخي ، انتهاءاً بالمباني في شارع الميدان وشارع اليرموك .