خليج العقبة بيئة محمية نموذجية

لمحة جغرافية عن خليج العقبة:

يقع هذا الخليج على شاطئ البحر الأحمر في جزئه الشمالي الشرقي المتفرع، حيث تقوم هناك مدينة العقبة الأردنية، يمتد شاطئ خليج العقبة بطول مئة وثمانين كيلو متر بعرض يتسع تدريجياً ليصل إلى 25 كيلو متر ليطل بضفافه على شواطئ مصر والمملكة السعودية شرقاً وغرباً. ويتجاوز عمق مياه البحر فيه 1850 متراً.

محمية العقبة:

شكّل خليج العقبة بيئة بحرية طبيعية فريدة تضم تنوعاً بيولوجياً مذهلاً من الكائنات البحرية، فاعتدال الحرارة واعتدال نسبة ملوحة المياه في منطقة خليج العقبة خلقا مناخاً مثالياً بتيارات بحرية هادئة مما أسهم  في تنشيط حياة الكائنات البحرية المختلفة وتكاثرها في مياه الخليج، فنجد ضمن هذه البيئة النموذجية أنواعاً كثيرة من مجموعات المرجان الساحرة، منها ما لا يقل عن مئة نوع من المجموعات المرجانية النائمة وأكثر من مئة نوع من المجموعات المرجانية الخشنة، إضافة لما يزيد عن ألف نوع من الأسماك الملونة النادرة والقشريات من سلطعونات وقريدس وسلاحف البحر والكركند والأسماك الكبيرة مثل الدلافين وبقر البحر ومختلف أنواع الكائنات البحرية الليلية الأخرى.
وحرصاً من سياسة المملكة الأردنية على حماية البيئة البيولوجية البحرية الفطرية في منطقة خليج العقبة أعلنت منطقة الخليج محمية طبيعية، وقامت بالعمل على حماية المناطق البيئية الطبيعية في الخليج وفصلها عن مناطق الاستخدامات الأخرى، إذ إن منطقة العقبة بشكل عام هي منطقة استخدامات استراتيجية للمملكة كونها واجهتها البحرية الوحيدة نحو العالم وفيها الميناء الرئيسي، كما أنها تشكل مركزاً اقتصادياً رئيسياً وهاماً في المنطقة.

تم إنشاء منطقة المنتزه البحري في العقبة في الجزء الجنوبي من الساحل، ويمتد بطول سبعة كيلو متر، وكان الهدف من إنشائه أولاً الحفاظ على البيئة البحرية الحيوية بطبيعتها الأصلية فيه، مع مساحة من الاستخدامات المدروسة لنشاطات الترفيه والرياضات المائية التي لا تتعارض مع شروط حماية البيئة في الخليج.

أما منطقة المحمية الطبيعية فهي جزء من هذا المنتزه البحري في العقبة، لكنها منطقة خالية من أي أنشطة أخرى، ويقوم العمل فيها على حماية الكائنات البحرية ومجموعاتها البيولوجية المتنوعة، ومنع أي تأثيرات سلبية قد تضر بها.

وقد عملت سلطة منطقة العقبة ومديرية البيئة الأردنية على تبني سياسات ومعايير رقابية أساسية في محمية العقبة، أبرزها:

-الإدارة السليمة للموارد والحد من التلوث البيئي المحتمل
-العمل على إدارة استهلاك الطاقة لتقليل الانبعاثات الكربونية
-تشجيع الطاقة النظيفة المتجددة
-حظر التصريف نحو البحر
-العمل الدائم على نشر التوعية المحلية وتطوير المجتمع نحو أسس الاستدامة
-التفتيش البيئي الدوري لكافة الخدمات والمرافق والأنشطة البحرية
-فرض المعايير البيئية الصارمة على مشاريع الاستثمار والتطوير في منطقة خليج العقبة والإشراف على تنفيذها.

النشرات التوعوية التي تقوم بها سلطة منطقة العقبة الاقتصادية ومديرية البيئة تلعب دوراً هاماً في نشر التوعية البيئة وخصوصاً في عرض المخالفات البيئية الواقعة والمحتملة، وعرض الأنظمة والعقوبات التي تتناول الممارسات السلبية المخالفة، فكثير من أفراد المجتمع لا يعلم حجم التلوث الناجم عن بعض النشاطات ومدى تأثيره البيئي المستقبلي والذي يمس كل فرد في المجتمع عدا عن تأثيره المباشر في حياة الكائنات البحرية.
ومن أبرز قوانين المخالفات في منطقة محمية العقبة:

-منع تلويث التربة لمنطقة المنتزه البحري أو مياهه أو هوائه بأي شكل من الأشكال
-منع التتخييم إلا في المناطق المخصصة ضمن المنتزه
-منع التقاط المرجان البحري أو قطفه أو قطع جزء منه أو كسره
-حظر إلقاء القمامة مهما كان نوعها أو القيام بحرقها في منطقة المنتزه البحري كافة
-منع أي نشاط ضمن المنتزه البحري قد يضر الحياة الطبيعية المحمية فيه على المستوى الحيوي أو المستوى الجمالي
-يمنع منعاً باتاً محاولة صيد أي من كائنات المنتزه البحري سواء البحرية أو البرية، كما يمنع نقلها أو محاولة إيذائها
-منع التقاط أو نقل أي من المواد الصلبة أو الرسوبية أو العضوية مثل الصخور والأصداف البحرية
-يمنع قيادة المركبات على شاطئ المنتزه.