Back

أقوال العظماء في مدح معالم المزه القديمة

644 0 Updated: 29/12/2021 20:29:46 Listed: 29/12/2021 Report WEB ID: 2907

Topic

*أقوال العظماء في مدح معالم المزه القديمة*


نشأت مدينة دمشق القديمة وترعرعت بين أحضان الغوطة الغنّاء المرويّه بمياه نهر بردى الذي ينبع من جبل قاسيون ليسقي أرض الغوطة والبساتين والسهول الممتدة وراءها ومنها سهل المزه في الغرب وسهل القانون في الشمال .

توالت الحضارات والثقافات المتنوعة على أرض المزه وبدأت تتزيين وتظهر ملامحها العمرانية الآسرة التي جذبت إليها أبناء دمشق للسكن فيها .
سكن الصحابة و العلماء والشعراء منطقة المزه وتسابق الكتاب والشعراء على مدحها و التغني بجمالها الممتد بشكل ربوة على سفح جبل المزه .
في القرن العاشر للهجرة كتب شمس الدين ابن طولون مجموعة من الرسائل التاريخية والتي عنونها على الشكل التالي : 
*المعزه في ما قيل عن المزه*
و الذي قصد بها حي المزه القديمة فقال في وصف حسنها: <هي قرية من قرى غوطة دمشق حسنة ، وهي مما يلي الربوة عليها بساتين كثيرة وهواها صحيح ، والصحيح أن بالمزه قبر دحية الكلبي ، حيث قيل أنه في مغارة من قرية الشجره التي بها قبر صديق بن صالح >
 وأضاف شمس الدين ابن طولون في ذكر مساجدها فقال : < ومساجدها كثيرة العنابة ، ومسجد الخلخال ، ومسجد بن عمير ، ومسجد بن ظنة ، مسجد العامود مسجد المرج ، ومسجد صفي الدين ، ومسجد البسطامي ،والمزة >
 كما ووصف الصفدي تعدد الزوايا في المزه وشرح أشهر الترب فيها فقال : < وفيها الترب و أشهرها التربة الرحبية بانيها التاجر نجم الدين عبد الرحمن الرحيبي وجعل فيها مسجد ووقف عليها اوقافاً كثيرة وكان من خيار القوم من أهله >

ولم يخلو معجم البلدان من شرح معنى المزه فأملى الجغرافي أبو ياقوت الحموي في معجمه البلدان يخبرنا عن المزه ومعناها ويشرح قائلاً : < المزة بالكسر ثم التشديد هي قرية كبيرة غناء في وسط بساتين دمشق ، و بها قبر دحية الكلبي صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولذلك يقال لها مزة الكلب >

 وقيل عن تاريخ بناء المساجد فيها كما ذكر النعيمي أن مسجد المزه في حي المزه بناه صفي الدين عام 662 هجري ، وأكمل بناءه بهاء الدين محمد بن أحمد المرجانين وذلك في عام 669 هجري .

أما الرحالة ابن بطوطة فقال عنها أنها من أعظم القرى في مدينه دمشق لما فيها من سحر يأسر القلوب كما وصف جامعها بالجامع العجيب ، و وصف ابن جبير حي المزه قائلاً : < قرية كبيرة هي من أحسن القرى >

وتغنى البدري في وصف المزهه ومحاسن دورها وبيوتها وتربتها التي جعلت منها مكاناً لزراعة الأزهار والأشجار فقال في محاسن الشام :  < ومن محاسن الشام "المزة واللوان" فإن حكماء اليونان لما رأوا الجانب الشمالي يصلح لزراعة الأزهار ورأوا طيبة أرض الجانب القبلي اختاروها لغرس الأشجار> .

 قال البدري عن وصف بيوت المزه وأهلها وهواها فقال : < وبها الدور الواسعة والفناء المليحة الأساس والبناء ، وفيها أعيان الناس وهي الجامعة بين حسن الأنواع والأجناس مع الهواء الصحيح و الاعتدال بالترجيح ، وسويقتان ... فيهما سائر ما يشتهي من الألوان وفيها ضريح الولي المعتقد الشيخ سعيد أعاد الله علينا من بركاته وأمدنا بصالح دعواته ، وذكر الشعراء والعلماء في قصائدهم المزه القديمة ومنهم الشيخ الكمال حمزة الحسيني صاحب العديد من الكتب ومنها كتاب تاريخ المزه حيث قال في كتابه : < إذا ذكرت أرض القوم بنعمة
 فبلدة قومي تزدهي و تطيب
 ومن ينتجع أرض سواها فإنه 
يندم يوما بعدها ويخيب >

 شهدت مدينة دمشق وضواحيها ومن بينها المزه مداً عمرانياً بشكل كبير ، وتزايد أعداد السكان فيها وأخذت مدينة المزه تنبض بالحياة لتتحد مع دمشق وتصبح نموذجاً عالمياً للجمال ، وذلك يعود إلى لاتحاد الطبيعة الغناء فيها مع التصاميم المعمارية الحديثة ما جعل منها أيقونة للجمال الشرقي .


Culture
N-sy91

Contact Details

Like & Unlike:
Your Rate:

Comments

Similar Discussions