مخزون الكرك التراثي (مفاهيم الفلاحين ومفرداتهم الشعبية)

من التراث الشعبي في أراضي الكرك الزراعية كثير من المفاهيم والتعابير والمفردات الخاصة، والتي مازالت تتردد بين أواسط الفلاحين من أهل الكرك حتى الآن، سنستعرض في هذا المقال بعضاً منها:

مواسم الشتاء (السعود الأربعة):

يقسم فلاحو الكرك القدماء الشتاء إلى أقسام أربعة، وهي ذات الأقسام في سائر بلاد الشام وفلسطين، ويطلقون عليها السعود إذ كلها تبدأ بسعد، وسعد هو شخص افتراضي جال مواسم الشتاء برحلة صارت المثال الذي يتخذ مع بداية كل جزء من الشتاء وما يتوجب على الفلاح فعله فيه.

سعد الذابح: وهنا تبدأ رحلة سعد الشتوية، فيخرج في أول شهر شباط، ويواجه شدة البرد وقساوته بأن يذبح بقرته أو ناقته ويكتسي بجلدها ليتدفأ، ولكن فترة سعد الذابح هي أكبر من اكتساء فراء من جلد الحيوانات بل يترافق مع ذبح سعد لناقته اندفاع الماء إلى جذوع الأشجار وفروعها حتى يرتوي الثمر المنتظر في نهاية الموسم.

سعد بلع: وهي تتمة رحلة سعد مع الشتاء، فبعد أن ذبح الناقة ليحتمي بجلدها شعر بالجوع فلم يجد سوى لحمها أمامه فأكله، وهذه الفترة في موسم الشتاء حيث يكثر المطر وتهب الرياح الجنوبية وتنشط الضفادع في البرك والبحيرات وتتزاوج الطيور والحيوانات فيقل الحليب، ويقول أهل الكرك القدماء (إذا طلع سعد بلع صار في الأرض لمع).

سعد السعود: انتهت عواصف الشتاء وخرج سعد من مخبأه دفياناً وشبعاناً يشعر بالسعادة، وفي هذه الفترة سعود الشتاء تبدأ الشمس بالظهور وتبدأ علامات الربيع بالاقتراب من الأشجار فتورق، ويظهر عشب الأرض الذي أشبع من مياه المطر في سعد البالع، وتتفتح الأزهار البرية، وتصدح الطيور من كل حدب وصوب بين البساتين.

سعد الخبايا: سعد الذي اجتاز الشتاء القارس وذاق قسوته من البرد والجوع خرج فرحاً بظهور الشمس لكنه تعلم درسه في الاستعداد للعاصفة قبل وقوعها، فسعد الخبايا خبأ ما تبقى من لحم ناقته، وصنع معطفاً متيناً من جلد الناقة التي احتمى به ليتابع مسيرته دون خوف في ما تبقى من الشتاء، وهذه الفترة من الشتاء يخرج فيها كل من كان مختبئاً تحت الأرض من حشرات وزواحف، مع أنها فترة نشطة بالأمطار، لكن الطقس الجميل فيها يدفع الجميع للخروج والتنزه بعد حجر الشتاء البارد داخل المنازل، ومن أمثال أهل الكرك عن هذه الفترة (بسعد الخبايا بتتفتل فيه الصبايا) (إذا طلع سعد الأخبية من ناسها بتفضى الأبنية).

أشهر المفردات والتعابير الشعبية عند الفلاحين في الكرك:

(بيدر رحالي): يطلق هذه التسمية فلاحو الكرك على البيدر الزراعي الذي يكون في أرض صعبة المراس وخصوصاً عند حراثته.
(قطار البيدر): وهي الحجارة التي تحاوط البيادر وتدل على حدود ملكيتها في الكرك.
(ربص البيدر): وهي عملية رش الماء على تربة البيدر، يقوم بها فلاحو الكرك ليصبح متجانساً في تكوينه.
(مقشة الحلبوب): وهي مقشة بأسنان كالمشط الضخم تستخدم لتنظيف البيدر من الأحجار الكبيرة والأوساخ المتطايرة.
(حبوب الترابية): وهي المتبقي من حبوب القمح المخلوطة بالتربة بعد عملية كيل البيدر.
(القش الطياب): وهو حبوب القش المدروسة والمهيئة للذراية ضمن البيدر.
(دابة الدايور): وهي عند فلاحي الكرك لقب الدابة الأقوى التي يستخدمونها لعملية درس الحبوب.
(الحصّاد الشاقوق) وهو الفلاح الذي يحصد جهة اليمين ليشق الزرع، وعادة توكل المهمة لأكثرهم مهارة وقوة.
(الحصّاد الجحّاش): وهو الذي يحصد في الطرف المقابل للشاقوق ليسانده.
(الفلحة): وهي منتهى الموسم من المحصول المحصود والمدروس والمعبّأ في المخازن.
(نصمد البيدر) وهو الحصة الأولى من موسم البيدر التي تعطى للفقراء والأطفال المشاركين في الحصاد، وتسمى أيضاً عند أهل الكرك بـ (نصمد الخليل) للتبرك باسم النبي إبراهيم الخليل (ع).