مدينة الكرك الأردنية سيدة التاريخ والضيافة

*مدينة الكرك الأردنية ... سيدة التاريخ والضيافة*

تقع في جنوب العاصمة عمّان مدينة الكرك الأردنية التاريخية ، والتي ضمت على مر العصور والأزمنة معالم تاريخية أصيلة ، وتوالت على المدينة الحقب والعهود الزمنية ، واستوطنها العديد من الممالك ، وتعرضت للاحتلال ومحاولة السيطرة وبسط النفوذ من قبل بعض الشعوب .

عانت مدينة الكرك من الحروب والثورات والغزوات عبر تاريخها ، وأسست فيها المعالم التاريخية الأثرية التي أكسبتها صفة سيدة التاريخ .
سكنها المؤابيون وأنشأوا فيها قلعة الكرك التاريخية ، ولاقت القلعة ازدهاراً واسعاً بعد أن سكنها الأيوبيين الذين عملوا على تجديد القلعة وتحسين معالمها ، ورمموا أسوارها التي تهدمت أجزاء منها بفعل الغزوات .

ويوجد في مدينة الكرك العديد من المعالم التاريخية ، وأضرحة ذات أهمية دينية ، وقلاع وتماثيل ، تدل جميعها على عظمة المدينة .

*تطور التعليم في الكرك عبر التاريخ*
اعتبرت مدينة الكرك مقصداً للعلماء والأدباء والكتاب والفلاسفة على مر التاريخ ، وخاصة في عهد الملك ناصر داوود ، حيث أصبحت تؤم العديد من الأدباء فجعلوا منها مدينة ثقافية .
أما في عهد السلطان ناصر بن قلاوون ، أسست أول مدرسة في الكرك ، ثم أضحت المدينة أحد أبرز المراكز التعليمية في بلاد الشام وفي المملكة الأردنية الهاشمية ، وأخذ التعليم في الكرك ثلاثة أشكال وهي :
1- المدارس الحكومية
2- التعليم في المدارس الطائفية
3- الكتاتيب

*تحول قلعة الكرك إلى متحف أثري*
بعد أن توالت الأحداث التاريخية على قلعة الكرك ، من تهدم وإعادة بناء وغزوات وحكام ، تحولت القلعة في عام 1980 إلى متحف أثري يعرض آثار العرب المسلمين الذين مروا على تاريخ القلعة ، ويحكي قصة الأمم ةالعهود التي توالت على مدينة الكرك ، كما ضمت القلعة بين ججارتها تماثيل نبطية وألواح منقوشة بالكتابات والرسومات .

*ازدهار مدينة الكرك*
ازدهرت مدينة الكرك في عهد الدولة الأيوبية ، حيث قام الأيوبيين بإعادة ترميم الأجزاء المهدمة للقلعة ، بالإضافة إلى تجديد وتحسين أبوابها ، وتتمتع مدينة الكرك بمناخ معتدل وتربة خصبة ، فقاموا بزراعتها بالأشجار المثمرة ، إضافة إلى قيامهم بترميم وتأهيل القرى المجاورة ، حيث يجاور المدينة كل من المواقع الأثرية التالية :
▪️القصر : تتمتع القصر بوجود واحات خضراء ومساحات مزروعة بالأشجار المثمرة ، لذلك أطلق عليها بيركهارت اسم (بيت الكرك).

▪️البالوع : في عام 1930 اكتشف الرحالة مايسمى ب ( مسلة البالوع ) ، وهي عبارة عن لوح منقوش عليه بعض الرسومات ، وسمي الموقع بعد ذلك بهذا الاسم نسبة إلى المسلة ، ويبعد موقع البالوع مايقارب 25 كيلومتر عن مدينة الكرك .

*الكرك بيت الضيافة العربية الأصيلة*
تعد مدينة الكرك الأردنية من المدن الشعبية ، والتي يتمتع سكانها بصفات الكرم والضيافة العربية الأصيلة ، ويوجد في المدينة مجموعة من العادات والتقاليد التي مازال أبناء المدينة يتبعونها حتى يومنا هذا ، ومن هذه التقاليد مايسمى ب "المنسف" ، وهو عبارة عن أكلة شعبية يتم تقديمها في المناسبات في جميع مدن المملكة الأردنية ، وخاصة في مناطق محافظة الكرك ، ويتكون المنسف من الأرز واللحم ، يقدم في الأعياد بعد صلاة العيد مباشرة ، حيث تجتمع العائلة في منزل الجد أو كبير العائلة ، ويفترشون الأرض مشكلين حلقات دائرية حول الطبق ، باعتبار هذا الطبق من الطقوس المعتادة في العيد والمحببة لديهم .
ويعد "المنسف" الطعام الشعبي الأكثر شيوعاً في الأردن ، عدا عن كونه أيقونة الكرم الشعبي لسكان المملكة ، فبواسطة هذا الطبق تستطيع تحقيق الألفة والمحبة بين الضيوف أو المدعوين ، فأصبح المنسف الأردني مظهراً اجتماعياً ذو هوية وطابع أردني ، وأداة من أدوات صلة الرحم بين الأهل والأحبة.

وفي الخلاصة يمكن القول بأن مدينة الكرك الأردنية تعتبر أم الحضارات القديمة والحديثة ، وسيدة الكرم والضيافة الأصيلة في المملكة الأردنية الهاشمية.