الغيرة هل هي محمودة ام انها تدمر العلاقات ؟

الغيرة هل هي محمودة ام انها تدمر العلاقات ؟ولا تجعلنا  نرى الا النصف الفارغ من الكاس !

الشاب الغيور والذي يملأ العلاقة عصيبة وغضبا ولا يستمتع بأوقاته او حتى يستثمرها بشي مفيد , هل يفقد الحكمة والصبر, الفتاة الغيورة هل تخنق العلاقة وتقودها للفشل , ما الوسطية في ذلك هل هي اظهار افضل ما لدينا بدلا من التناحر وقبول الناس الذين هم في دائرة علاقاتنا دون النظر اليهم كأنداد واعداء محتملين, واذا نحينا الغير ة جانبا اليست العلاقة تصبح اثرى واغنى ؟

عندما اراد الكاتب المسرحي الكبير وليم شكسبير اظهار شيء خاص بالعربي كتب مسرحية عطيل الفارس المغربي العربي الشجاع الذي نال افضل المراتب واشجع الالقاب ببطولاته وفروسيته واخلاقه واخلاصه وعندما اراد خصوم عطيل النيل منه  بحثوا عن مكان ضعفه او عن مكان غضبه فما كان من خصمه ياغو الا ان يثير غيرته على زوجته من خلال وضع منديل ونسج قصة عليه انه منديل دزدمونة البريئة

ليقع عطيل العربي في فخ الغيرة ثم الشك ثم اتهام زوجته البريئة ثم لنتهي المطاف بعطيل القائد الشجاع الذي يدافع عن الاوطان الى قاتل لزوجته البريئة وتصبح يدي عطيل ملطخة بدم بريئ وكان ذلك كله بسبب غيرته لقد عرف عن العربي منذ القدم غيرته وهذا ما تناوله شكسبير في مسرحية عطيل وفي الحقيقة مهما حاولنا الدفاع او تنميق او تزيين الغيرة فأنها دون شك تخنق العلاقة كما خنق عطيل دزدمونة بالمخدة ان الغيرة في علاقتنا تخنق العلاقة وتهددها ويمكن الاشارة اليها بأصبع الاتهام انها اسقاط شعورنا بالنقص اتجاه ذواتنا او تجاه العالم الذي نعيش فيه على علاقتنا فنحن ومن خلال الغيرة نبرر شعورنا بالضعف والنقص وإحساسنا بعدم الكفاية وعدم الرضا عن الذات وعيوبنا ايضا كلها  نجمعها ونضعها في كلمة الغيرة ونصدره للعلاقة على انه الحب وفي الحقيقة هذا ليس سوى قناع نغطي به عقد نقصنا فالحب اجمل واوسع واقوى وامتع من الغيرة فاين نحن من مفهوم القبول المساندة في الحب

في الحقيقة ان الغيرة تحول المحبين الى اناس منهكين نفسيا وعاطفيا بل ومحبطين ايضا بدل ان يكونوا اقوياء في حبهم وعلاقتهم وتحجب الغيرة المفاهيم الانسانية العميقة وتنحو بالعلاقة نحو التملك والحد من الحرية فالغيرة ليست سوى شكل من اشكال التملك الغير معلن

فلنخرج علاقتنا من الغيرة وظنونها الى نور الحب والحياة والتكاتف.