معهد فن الفسيفساء والترميم في مدينة مادبا الأردنية

1067 0 آخر تحديث: 2021-10-08 20:40:05 تاريخ الإعلان: 2021-10-08 أبلغ عن مرجع ويب: 1562

الموضوع

تميزت مدينة مادبا في المملكة الأردنية الهاشمية بفن الفسيفساء لما احتضنته أرضها من لوحات فسيفساء تاريخية حتى تكنّت مادبا باسم مدينة الفسيفساء، وحملت مع هذا اللقب دوراً حضارياً بارزاً جعلها مركزاً سياحياً عالمياً على المستوى التاريخي والجمالي. تتوزع لوحات الفسيفساء ضمن مدينة مادبا وفي محيطها القريب في جبل نيبو، فكان من الطبيعي أن يتزايد اهتمام مدينة مادبا في الحفاظ على كنوزها الثمينة والسعي لإنعاش هذا الفن الجمالي العريق، إضافة لإحياء الروح الفنية الشابة لتستلهم من مخزون التراث وأدواته في الفن المعاصر الحديث. ومن هنا تأسس معهد فن الفسيفساء وترميمها في مدينة مادبا.

وفي لمحة سريعة عن فن الفسيفساء هو فن صناعة مكعبات ملونة صغيرة ترصف لتشكيل لوحات فنية أرضية وجدارية بمختلف التصميمات والألوان، وتكون هذه المكعبات المادة الأساسية الخام ومصدرها طبيعي من الحجارة أو المعادن أو الزجاج أو الأصداف وغيرها، ويعود أصل كلمة الفسيفساء للفظ يوناني يطلق على آلهة الفنون والجمال والإلهام الفني.  


معهد مادبا الأردني لفنون الفسيفساء وترميمها يُعدّ المعهد الأول التخصصي في تعليم فنون الفسيفساء على مستوى الشرق الأوسط. ويقوم هذا المعهد بالتدريب المهني وتعليم الشباب فن الفسيفساء بنهج علمي أكاديمي يستطيعون من خلاله الحفاظ على تراث إنساني نفيس وفي الوقت ذاته ابتكار فن معاصر يرتكز على إبداع قديم رائع وفريد.
  
يقع معهد فن الفسيفساء في مدينة مادبا في محيط يجلله التاريخ ببصمات الفسيفساء الأثرية القديمة، فهو يجاور كنيسة السيدة مريم التي يعود تاريخها إلى القرن السادس الميلادي وتتكون أرضية الكنيسة من لوحات فسيفساء رائعة إضافة للمنتزه الأثري الذي يحتضن أقدم لوحة فسيفساء يرجع تاريخها إلى ما قبل الميلاد بمئة عام.

بدأ المعهد مسيرته التعليمية في مدينة مادبا عام 1992م، إذ كان مدرسة لتعليم فنون الفسيفساء افتتحت بتعاون أردني إيطالي، ثم تحول في عام 2007م إلى معهد يمنح تخصص فن وترميم الفسيفساء، فبني المعهد الجديد على مساحة أكبر ليضم غرف ترميم وصيانة ومشاغل وغرفاً إدارية وصفيّة تستوعب حوالي 150 طالباً، إضافة لمكتبة حديثة مجهزة، وفتح أبوابه للشباب لنيل درجة دبلوم يؤهلهم أيضاً للإكمال في تخصص السياحة والآثار والتصميم في الجامعات الأردنية الأخرى.


يشرف على معهد مادبا لفن الفسيفساء والترميم مجموعة من الأساتذة الاختصاصيين والخبراء لتدريب الطلاب، كما يتيح المعهد لطلابه المشاركة في دورات للتدريب والاستطلاع في دولة إيطاليا. ويقوم معهد مادبا بتنفيذ مشاريع تدريب وتشغيل تستوعب أكثر من ألف خريج من المعهد ليتسنى لهم فرصة التدريب العملي والاستفادة المادية في بداية عملهم بعد التخرج.

 كما يلعب المعهد من خلال أنشطته المتنوعة وأبحاثه المستمرة دوراً هاماً في أبحاث الحضارات والفنون الإنسانية كما يقدم مهارات وكفاءات شابة تساهم في مجال علوم الترميم وصناعة الفسيفساء. ويرتبط معهد مادبا لفنون الفسيفساء بمؤسسات فنية وحرفية عالمية ليرفد فرص تبادل الخبرات والثقافات والترويج للموروث الأردني التاريخي.

إيماناً بأهمية معهد مادبا لفن وترميم الفسيفساء فقد حظي المعهد بدعم وطني من مشروع تطوير قطاع السياحة في المملكة الأردنية ومن صندوق التشغيل والتعليم المهني والتقني، فهو يسهم بشكل فعال في إبراز التراث الأردني كما يمنح فرصاً متقدمة في التقنية والكفاءة لخريجيه في مجال الترميم الأثري، كما حظي معهد مادبا لفن الفسيفساء بدعم عالمي من الوكالة الأميركية للإنماء الدولي ومن الدولة الإيطالية أيضاً.

حقق معهد مادبا لفنون الفسيفساء والترميم سمعة ملفتة في مجاله، منذ بدء عمله في ترميم اللوحات الأرضية الفسيفسائية في منطقة مادبا، وصيانة معبد زيوس في جرش، كما تولى القيام بمشروع فندق البحر الميت كروان بلازا، والقيام بأعمال الحفريات والتنقيب عن الآثار في منطقة ماسوح.


 


كليات الجامعات
jo-05

معلومات المستخدم

أعجبني:
تقييمك:

تعليقات

مواضيع مماثلة