Apr 16, 2022

منشآت قديمة في دمشق للاقامة

منشآت قديمة في دمشق للاقامة | عقارات سوريا #2924 - 1  صورة

تشتهر العاصمة الدمشقية بعماراتها الإسلامية القديمة ومنشآتها التي تحمل الطابع العربي فكانت وما زالت مقصدا للسياح العرب والأجانب نظرا للتاريخ الذي تحمله بين طياتها .

ومن أشهر هذه المنشآت مقهى عالبال المقهى الدمشقي المشهور القابع في إحدى الأزقة الدمشقية القديمة وهو من المقاهي الدمشقية القديمة التي تحاكي تراث الأجداد , بني مقهى عالبال من الخشب بديكوراته وتصاميمه حتى السلالم فيه مصنوعة من الخشب و تتوزع على جدرانه اللوحات والفوانيس , وكل زاوية من زوايا المقهى تروي إحدى القصص الدمشقية , تستطيع الوصول إلى المقهى وأنت تتمشى بين الأزقة القديمة الضيقة بين البيوت المتراصة والتي تسند بعضها البعض , اتسم تصميم المقهى بالبساطة والعفوية فاستخدام الخشب في الديكورات من سلالم وكراسي قديمة قد أعطى المكان رونقا خاصا , كما توجد فيه شجرة شامخة في المنتصف يعرفها جميع رواد المقهى .

مقهى النوفرة : يقع مقهى النوفرة في الجهة الخلفية الجنوبية من الجامع الأموي يوجد في حي يدعى حي النوفرة كان يعد من أفضل أحياء دمشق , يتألف المقهى من صالة داخلية مساحتها حوالي الستين متر مربع , تحتوي على أربعو وعشرون طاولة حيث يتسع كل منها لأربعة أشخاص , اما الصالة الخارجية فمساحتها ثلاثين متر مربع تتسع لاثنا عشر طاولة وكل طاولة تتسع لشخص واحد فقط ., يحافظ مقهى النوفرة على الديكور الدمشقي القديم بتصميمه حيث ما زال يحتفظ بكرسي الحكواتي في حين استغنت باقي المقاهي عنها واستبدلتها بجهاز التلفاز .

يقدم مقهى النوفرة المشروبات الساخنة كالقهوة التركية والشاي والكاكاو والميلو بالإضافة للمشروبات الباردة كالعصير الطبيعي والكولا والزهورات و لا تتجاوز أسعارها م قيمته الدولار الواحد , كما يقدم في المقهى الأراكيل المعسل والتنباك .

سمي مقهى النوفرة بهذا الاسم نسبة إلى النافورة التي كانت تتدفق على ارتفاع أربعة إلى خمسة أمتار ضمن بحرة قريبة من المكان في القديم , ولكن هذه النافورة قد توقفت بسبب جفاف النهر الذي كان يغذيها والذي كان يسمى "نهر يزيد " , كما أنه يوجد بالقرب من مقهى النوفرة ما يعرف بدار النوفرة وهي المقر الذي كانت تدار فيه الاجتماعات للإقرار بأمور الحكم في العهد الأموي , كما يوجد فيها غرفة يقال بأن الخليفة الراشدي الخامس عمر بن عبد العزيز كان يقيم فيها , أما في الوقت الحالي فقد تم إقفال الدار.

يعد مقهى النوفرة من المعالم المميزة في العاصمة الدمشقية , كل من يزور العاصمة سيكون له موقف في هذا المقهى فهو صلة وصل يقع في وسط الحارات الشامية القديمة , حافظ هذا المقهى على التراث القديم وفيه تروى حكايات الزمن الغابر , ساحته المرصوفة بالحجارة السوداء وكراسيه وطاولاته وتصميمه الفريد كلها تعكس الحضارة الدمشقية العريقة , فكل من يقصد الجامع الأموي سيمر ليلقي السلام على مقهى النوفرة .

أقيمت في مقهى النوفرة العديد من النشاطات الفنية والثقافية في جو من التاريخ القديم فقد أقامت فيه الفنانة التشكيلية السورية ريم الخطيب معرضا" فنيا" جميلا" وبسيطا" , كما أقام الفنان الفلسطيني التشكيلي محمود شاهين معرضا" فيه وبناء" على طلبه بقيت أعمدة المقهى تحمل لوحاته لفترة طويلة .

أصحاب مقهى النوفرة الحاليين هم الورثة الأصليين للمقهى حيث ورثوه عن أجدادهم وحافظوا عليه لما يقارب ال150 عاما " , فتوارثوه جيلا" بعد جيل .

سيبقى مقهى النوفرة علامة مميزة على الخريطة الدمشقية , ومعلما شامخا" في وسط العاصمة .