Apr 15, 2022

دمشق حلول اقتصادية للنهوض بالعقارات

دمشق حلول اقتصادية للنهوض بالعقارات | عقارات سوريا #2851 - 1  صورة

تعد العقارات جزء كبير من المشكلة العامة في سوريا، وتبعا لهرم “ماسلو” فأن سوريا في المرتبة الأولى من بين الدول التي ينقصها الاحتياجات الاساسية للحياة المعيشة كالأكل والشرب ومن ثم المسكن. حيث ان الارتفاع في تكاليف الحياة ضئيل جدا مقارنة بالمدخول. وحيث ان الحكومة صرحت بهذا  وقالت انها  تعمل على اتباع عمل برامج لرفع الأجور ولكن الأمر يحتاج تنمية اقتصادية حقيقية

وحيث ان ازمة العقارات هي صلب وجزء من الأزمة الاقتصادية، فأنه من الصعب ايجاد حل لأزمة العقارات بشكل وحيد، فأن الأمور ترتبط  مع بعضها البعض، وبالتالي من المستحيل العمل على تخفيض أسعار العقارات لان تكلفتها المرتفعة جدًا، واذا تم العمل على تخفيضها فأنها بحاجة الى جهة لتحمل هذه التكلفة،  ولا يمكن للحكومة ان تتحمل هذا الكم الهائل من الخسارة فيصبح تمويلها عاجز وهذا سيؤدي الى زيادة التضخم وستعود  الأسعار إلى الارتفاع، وفي الوقت الحالي لا يوجد حلول، وعملية التنمية لا تتم بفترة قليلة بل تحتاج الى وقت كبير

ومن جهة تباين  الأحياء وان  كانت سوريا في المرتبة الأولى عالميًا من حيث ارتفاع أسعار العقارات  فأنه يوجد تباين كبير في الاحياء المختلفة ضمن دمشق  مثلاً الأحياء الراقية مثل حي المالكي وكذلك أبو رمانة وكذلك الروضة  وأحياء المزة، وهي في اختلاف  كبير من ناحية الأسعار بالمقارنة مع أحياء أخرى. لان المدينة لم يطالها التنظيم بشكل كامل ، فمثلا ضمن باريس تتوفر شقة في سنتر باريس و هي بسعر مرتفع بشكل اكبر من شقة بحي المالكي الذي يعد من أهم الأحياء الراقية في دمشق، وفي المقابل فأن في طرف مدينة باريس توجد شققًا أرخص بكثير من المالكي. فيوجد منازل حي متشابهة من حيث الخدمات والاكساء وغيرها.

وسبب ارتفاع سعر منزل عن غيره يتعلق بتنظيم المنطقة ومدى وجودة الخدمات فيها، ولهذا يرتفع سعر المتر فيها إلى درجة هائلة، بالمقابل ربما يوجد في الحي الموجودة بالجوار   سعر المتر فيه غير مرتفع، فمثلا سعر المنزل بمنطقة أوتوستراد المزة مليار ليرة، بالمقارنة مع سعر منزل يبعد عنها 1كم في منطقة مزة 86 بسعر100 مليون وهي من نفس المساحة لكنها منطقة عشوائية، ومع العلم أنه يوجد بمحيط مدينة دمشق17 منطقة عشوائية، ولهذا  فمن التأكيد انه عندما لا يكون هناك استغلال لمساحات مدينة دمشق بشكل كلي ومنظم سوف يكون سعر العقار فيها يماثل الدول الاوروبية،    وحيث ان أسعار العقارات في بعض أحياء دمشق توافق اسعار لندن أو باريس، فأن عقارات دمشق هي الأعلى سعرًا على مستوى سورية، وتأتي بعدها منطقة الساحل، ثم حلب وبعدها ريف دمشق. وكما ان بعض مناطق ريف دمشق بدأت بالازدهار مثل صحنايا وضاحية قدسيا، ثم منطقة الداخل وحيث ان المنطقة الشرقية هي الأرخص في سورية.

وكذلك توجد  ظاهرة غريبة متداولة في  سوريا تحديدًا، وهي ان عدد كبير   من العقارات فارغة، وذلك لأسباب عديدة تحتاج الى تحليل ودراسة بشكل اكبر  من مجرد مشاهدة. اي انه ينبغي  معرفة ما هو عدد الشقق بدقة،  وايضا طبيعة مالكيها، لكن ان تفسير الأسباب يكمن ان اصحاب هذه العقارات إما سكان داخل البلد يملكون فائض من المال ويتم استثماره في العقارات ليتم الحفاظ على قيمة الاموال، ويرجح ان المالكين هم من المغتربين الذين يعملون على شراء عقارات في البلد، ولهذا تكون العقارات فارغة وهذا مؤشر إلى انعدام وجود بيئة استثمارية، في سوريا ومن جانب اخر  فإن هذه الظاهرة هي مؤشر على سوء توزيع الثروات و  في المجتمع.